إننا في غفلة عن الاتعاظ بالموتي حولنا فالجنائز تمر علينا نجهزها ونصلي عليها ونسير خلفها نشيعها محمولة الي مثواها الاخير ولاتحرك فينا ساكنا .إن ربنا لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا سدى فلنتزود من دنيانا مانحرز به أنفسنا غدا فالأجل مستور والأمل خادع وويل لأهل الغفلة الذين إن أعطوا لم يشبعوا وإن منعوا لم يقنعوا يأمرون بما لايفعلون وينهون وهم لاينتهون .
كيف نرجو الاخرة بغير عمل وكيف نرجوا التوبة مع الغفلة والتقصير وطول الامل ، هذه دنيانا كم من واثق فيها فجعته وكم من مطمأن إليها صرعته وكم من محتال فيها خدعته اللحود مساكنهم والتراب أكفانهم والرفات جيرانهم لايجيبون داعيا ولايسمعون مناديا .
فلنتذكر الموت فهو يردع عن المعاصي ويلين القلب القاسي ويمنع الركون إلا الدنيا ويهون المصائب ، فمن تذكر الموت سلم من حسرة الفوات .
لاتكونوا رحمكم الله ممن يرجون الآخرة بغير عمل ويؤخرون لطول الأمل وقد علمتم أن الموت يأتي بغتة ، وأحذروا أن تكونوا من أهل الغفلة لايشبعون مهما جمعوا ولايدركون كل ماأملوا ولايحسنون الزاد لما عليه قدموا يجمعون ولاينتفعون ويبنون مالايسكنون ويأملون ما يدركون .
لقد وقف الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي شفير قبر فبكي حتي بل الثرى ثم قال صلي الله عليه وسلم (( ياإخواني لمثل هذا فأعدوا)) .