عرب الـ 48 .. من هم ؟
--------------------------------------------------------------------------------
عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1949) ويطلق عليهم أيضا اسم (عرب اسرائيل).
هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 90% منهم والباقي من المسيحيين والدروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين.
حسب قانون المواطنة الإسرائيلي، حاز المواطنة كل من أقام داخل الخط الأخضر في 14 يوليو 1952 (أي عندما أقر الكنيست الإسرائيلي القانون). هذا القانون أغلق الباب أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم حتى هذا التأريخ، حيث يمنع منهم الدخول في دولة إسرائيل كمواطني الدولة. بلغ عدد العرب الحائزين على مواطنة إسرائيلية في 1952 167،0000 3. كان 156،000 منهم يبقوا في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية عند انتهاء الحرب، والآخرين هم من سكان وادي عرة الذي سلمه الجيش الأردني لإسرائيل في إطار اتفاقية الهدنة. بالرغم من ان السلطات الإسرائيلية منحت للمواطنين العرب حق الاقتراع وجوازات سفر إسرائيلية إلا أنها في نفس الوقت أعلنت الحكم العسكري على الكثير من المدن والقرى العربية.
استمر الحكم العسكري منذ إقامة الدولة عام 1948 وحتى عام 1966. لم يسمح حسب الأوامر العسكرية للمواطنين العرب بالخروج من مدنهم وقراهم إلا بتصاريح من الحاكم العسكري. باستثناء القرى الدرزية، إذ قررت القيادة الدرزية التعاون مع الدولة الجديدة بما في ذلك خدمة الشبان الدروز في الجيش الإسرائيلي. كما تم الاعلان عن القرى المهجرة كمناطق عسكرية مغلقة وذلك بموجب أنظمة الطوارئ حسب المادة 125، مما ادى إلى منع عودة المهجرين إلى بيوتهم وقراهم، وخصوصا هؤلاء الذين بقوا في حدود إسرائيل وحصلوا على المواطنة الإسرائيلية. في حين رفضت دول الجوار، ما عدا الأردن، قبول الخارجين من فلسطين بعد قيام دولة إسرائيل.
الحكم العسكري:
جرت محاولة لإلغاء الحكم العسكري في عام 1963 اذ قدمت 4 احزاب وهي الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مبام، أحدوت هعفودة-بوعلي تسيون والحزب اليميني حيروت برئاسة مناحيم بيغن. إلا إن هذه المحاولة فشلت ثم لاحقا تطورت في إسرائيل قوى يسارية وتقدمية ترفض الصهيونية وتنادي بالتقارب مع العرب ساهمت في رفع الحكم العسكري عام 1966 كما كان هناك دور فاعل للقوى اليسارية من الدروز الذين رفضوا بيان تموز 1936 الذي نص على ابعاد الاقلية الدرزية إلى لبنان، وتشبثوا بالخيار العربي في فلسطين، رغم المؤامرة التي حيكت ضدهم من قبل أعوان الانتداب البريطاني في عكا والساحل الفلسطيني، وساهمت حركة "الدروز الاحرار" عن طريق الفاتيكان والعالم المسيحي في ايجاد مكان للمواطنين العرب في المنظمة العمالية "الهستدروت" من الظريف القول أن ميناحيم بيجين زعيم "حيروت" وهي الحركة القومية التي صارت تسمى لاحقا "ليكود" كان مع فكرة انهاء الحكم العسكري.
تم الغاء الحكم العسكري في عام 1966 بعد قرار صدر من رئيس الوزراء الثاني ليفي إشكول وأدرج عرب إسرائيل دائما في خانة المعارضة البرلمانية متطلعين إلى سلام عادل مع الجوار العربي، سلام لا يلغي هويتهم الثقافية والحضارية. وشاركوا في توقيع اتفاقية السلام "كامب ديفيد" والسلام مع المملكة الاردنية الهاشمية، وهذا بفضل نسبة التعليم المرتفعة بين هذه الشريحة الاجتماعية في الجامعات العالمية.
مابعد الحكم العسكري:
في 1966، عند إلغاء الحكم العسكري، تحسن وضع المواطنين العرب خاصة من الناحية الاقتصادية، ولكنهم اصبحوا منعزلين عن الدول العربية من جانب واحد ومن المجتمع اليهودي من جانب آخر. بدأ هذا الوضع يتغير بعد حرب الأيام الستة عندما تم فتح معابر الحدود بين إسرائيل والأردن وذلك عن طريق الضفة الغربية التي احتلها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. طرأ تحسن ثاني بوضع عزلتهم بعد توقيع معاهدة السلام الإسرائيلي المصري في مارس 1979 وذالك عندما فتحت الحدود بين إسرائيل ومصر. ساعدت مصر المواطنين المسلمين في إسرائيل بأداء فريضةالحج بواسطة اتفاق خاص بين إسرائيل ومصر والأردن. حسب هذا الاتفاق الثلاثي منح الأردن المواطنين المسلمين الإسرائيليين جوازات سفر أردنية مؤقتة لموسم الحج.
بكون عرب ال-48 مواطنين في دولة إسرائيل فانهم يحاولون الانخراط في الجهاز السياسي ويطمحون إلى تمثيل أكبر في الكنيست (البرلمان). يتمتع عرب ال-48 بجهاز تعليمي شبه مستقل باللغة العربية ويتوجب عليهم تعلم اللغة العبرية.
الاغلبية الساحقة من عرب الداخل معفيون من الخدمة العسكرية لاسباب سياسية واجتماعية. أما الدروز فيلزمهم القانون بالخدمة العسكرية، وهنالك أيضا عدد يتزايد في السنوات الأخيرة من النصارى والمسلمين الذين يتطوعون للخدمة دون أن يتم الزامهم بذلك وهذا بسبب رغبتم بأن يكونوا مواطنين متساويين، وأن خدمة العلم الإسرائيلي تقربهم من الحياة الإسرائيلية. هناك آرء متباينة لدى عرب إسرائيل حول هذه النقطة.