ذو الوجهين بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:- ( تجدُ من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) ([1]) قال القرطبي: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق، إذ هو متملق بالباطل والكذب، مدخل للفساد بين الناس.
وقال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها، وصنيعه نفاق محض كذب وخداع وتحيل وإطلاع على أسرار الطائفتين، وهي مداهنة محرمة.
قال: فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود.
وقال غيره: الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح للأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى، وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح
روى السيوطي فى الجامع الصغيرعن رسول الله صلى الله عليه و سلم (
ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار)
(ذو الوجهين في الدنيا) قال النووي: وهو الذي يأتي كل طائفة بما تحب فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه خداع ليطلع على أحوال الطائفتين
وقال ابن العربي: الوجه هنا بمعنى القصد (يأتي يوم القيامة) أي يجاء به إلى الموقف (وله وجهان من نار) جزاء له على إفساده وتشهيراً له في ذلك الموقف الأعظم بين كافة الخلائق فإن ذلك أصل من أصول النفاق يكون مع قوم وفي حال على صفة ومع آخرين بخلافهما والمؤمن ليس إلا على حالة واحدة في الحق لا يخاف في اللّه لومة لائم إلا إن كان ثمة ما يوجب مداراة لنحو اتقاء شر أو تأليف أو إصلاح بين الناس كإتيانه كلاً بجميل يعتذر لكل عن الآخر فإنه حسن مرغوب فيه .
وبما تقرر عرف أنه لا تدافع بين هذا وبين
قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فيمن استأذن عليه بئس أخو العشيرة فلما دخل ألان له القول وقول عليٍّ:
إنا لنبش في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم.
فى الاستذكار لابن عبد البرقد روى الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون عبدا لله أمينا ومن حديث الحسن وقتادة عن أنس قال قال رسول الله
من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة ومن هذا المعنى قول الشاعر
( إن شر الناس من يشكرني حين يلقاني وإن غبت شتم
وروى البيهقي بسنده
[ 20945 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا [ 20946 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة <HR align=right width="33%" SIZE=1>
[1] . رواه البخاري(6058)، ومسلم(2526)، وأحمد(7296)، والترمذي(2025)، وأبو داود(4872)، ومالك(1864).. المنــافق ذو الوجهيين ..
يبتسم في وجهك , يعطيك دعما في جانب من الجوانب , يُحرك فيك العاطفة إما بسلب عطفك و تأييدك له و إن كان أمهر في ذلك , فقد يدفعك إلى حبِّه والدفاع عنه و الوقوف في صفه ...
وفي الجهة الأخرى فإنه يرسم حتفك على يديه بطريقةٍ لا تخلو من الخبث الذي يطعم في يدٍ عسلا وفي يدٍ أخرى سماً قاتلا لا يفيدك في حيينه أطنان العسل !
هو الذي له في نفس اللحظة قولٌ مع كل قوم , وفي كل ساعةٍ له رأيٌ يؤيد فيه من يسمعه .. يقف بجانب الأقوى وإن لم يكن الحق ! مرحليٌّ في قناعاته و انتمائاته , يوما يكون لك فيه الصديق ويوما تراه من يقود ويحرض من يُعاديك !
هو الذي قال فيه رسولنا المصطفى " تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه "
إنه صاحب الوجهين المتلون المنافق , من قيل في وصفه " هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها، وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين , يزيِّن لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى "