الطوخي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطوخي

اهلا وسهلا بكم في منتدى الطوخي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البدانة بسبب العقاقير الطبية النفسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hussein2008
عضو فعال
عضو فعال



ذكر عدد الرسائل : 110
تاريخ التسجيل : 26/10/2007

البدانة بسبب العقاقير الطبية النفسية Empty
مُساهمةموضوع: البدانة بسبب العقاقير الطبية النفسية   البدانة بسبب العقاقير الطبية النفسية I_icon_minitimeالجمعة يناير 11, 2008 1:38 pm

كثيرةٌ هي العقاقير التي يسببُ استخدامها لفترةٍ طويلةٍ زيادةَ وزن الجسد؛ فمثلا تنتجُ البدانةُ عن الاستخدام المزمن لعقاقير الكورتيزون المختلفة، وكذلك مضادات الهيستامين التي تستخدمُ في علاج الحساسية أو في غير ذلك بصورةٍ مزمنة، كما أن الاستخدام الطويل الأمد لأقراص منع الحمل على اختلاف أنواعها ولبعض أدوية علاج مرض السكر مثل مجموعة السالفونيل يوريا Sulfonylurea، وكذلك استخدام الإنسولين بجرعات أعلى من المطلوب كل ذلك يسببُ البدانة عند البعض، وما تزال القائمةُ تحوي الكثير من أصناف العقاقير المختلفة (Schwarz , 2002).

إلا أن ما يهمني بشكل خاصٍ هنا هو العقاقير العلاجية النفسية مثل مضادات الاكتئاب؛ خاصةً مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة Tricyclic Antidepressant Drugs، ومجموعة مثبطات مؤكسد أحادي الأمين (أو مجموعة الممامين اختصارًا) Monoamine Oxidase Inhibitors MAOIs، وكذلك مضادات الذهان Anti-Psychotic Drugs، سواءً المجموعات القديمة أو الحديثة منها، وإن كانَت العقاقير الحديثةُ أكثرُ إظهارًا لهذا الأثر الجانبي.

فالمرضى اللذين يتناولون عقار الكلوزابين Clozapine أو عقار الأولانزابين Olanzapine أو عقار الريسبردون Risperidone أو عقار الزيبراسيدون Ziprasidone تزيدُ أوزانهم بصورةٍ مقلقةٍ بحق، وإن كان العقار الأخير أقلّهم في ذلك، بينما العقار الأول أكثرهم إحداثًا للبدانة (Frye et al.,1998) و(Allison et al,1999) و(Wurtman et al.,2002).

وليست البدانة الناتجة عن الاستخدام المزمن للعقاقير العلاجية النفسية مفهومةَ الأسباب بشكلٍ كاملٍ حتى يومنا، بالرغم من ملاحظة حدوثها في السنين المبكرة لاكتشاف هذه العقاقير (Klett & Caffey,1960) و(Holden & Holden,1970)، هذا وإن كانَت أصابع الاتهام تحوم حول تأثيرها المثبط لمستقبلات السيروتونين الدماغية Blockade Serotonin Receptors؛ لأن تأثير السيروتونين على هذه المستقبلات يشعرنا بالشبع، وتثبيطها بالتالي يحرمنا من ذلك الشعور، وفي هذه الحالات يجب على الطبيبِ النفسي أن ينبِّه المريض إلى ضرورة عدم الغفلة والالتزام بالتريُّض ومقاومة الأكل لحد الامتلاء.

وقد أجريت محاولات حميةٍ غذائيةٍ تعتمد على تقليل البروتينات والإكثار من السكريات لتزيد من مستويات السيروتونين الدماغية وقد بينت دراسةٌ حديثةٌ (Frye et al.,1998) نجاح مثل هذه الحمية في تقليل الوزن على المدى القصير دونَ أن يتعارضَ ذلك مع الأثر العلاجي للعقار.

وهناكَ من يرجعونَ سبب البدانة مع استخدام مضادات الذهان إلى تأثيرها المثبط للدوبامين والذي يؤدي إلى زيادةٍ مستمرةٍ في هرمون البرولاكتين، فرغم أن هذا الهرمون يثبط الشهية كما ذكرنا من قبل، إلا أن زيادته المستمرة في غير الأم المرضعة تؤدي بعد فترةٍ طويلة إلى إحداث اختلالات في الهرمونات المنسلية وهرمونات الغدة الكظرية Gonadal-Adrenal Steroids كما يمكنُ أن يغير من حساسية الجسد للأنسولين.

إلا أن كونَ حدوث البدانة مع استخدام مضادات الذهان الحديثة وخاصةً تلك التي لا تسببُ زيادةً مستمرةً في البرولاكتين يجعلُ هذا الافتراض أضعفَ من الافتراض الذي يختص بتثبيط مستقبلات السيروتونين (Dickson & Glazer,1999).

وقد يكونُ السببُ في حدوث البدانة هو تثبيط الهيستامين حيثُ تشتركُ في هذا الفعل مضادات الذهان القديمة والحديثة (Bymaster et al.,1999).
وهناكَ من يرجعونَ السبب إلى تأثير مضادات الذهان الحديثة كالكلوزابين والأولانزابين على مستوى النحيفين (الليبتين) (Kraus et al.,1999)، وكذلك تأثير حمض الفالبوريك على مستوى النحيفين (Verotti et al.,1999) في مرضى التشنجات.

إلا أن الأسباب الأكيدةَ ما تزالُ غير واضحة، وليس أمام المرضى المحتاجين للعلاج الصائن Maitenance Therapy باستخدام مضادات الذهان الحديثة غير محاولات تغيير عادات الأكل مع البرامج المعرفية السلوكية، والتي يؤكد مطبقوها على ضرورة إيجاد عقاقير علاجية أفضل وأقل إحداثًا للبدانة؛ لأن النتائج حتى الآن غير مرضية (Centorrino, et al., 2006).

وأما أكثر الآثار الجانبية المتأخرة الظهور للعقاقير النفسية إيلامًا للمرضى، وأكثرها مفاجأة أيضًا لنا كأطباء نفسيين؛ فهو ما لم يكن متوقعًا من أن تنتج زيادة في وزن الجسد، بسبب التزام مرضى الوسواس أو الاكتئاب بعقاقيرهم من
مجموعة الماسا، وهذا الأثر لا يبدأ في الظهور قبل شهور طويلة من العلاج وربما بعد أكثر من سنة، ورغم زيادة الوزن على المدى البعيد من الاستمرار على أيٍّ من مضادات الاكتئاب الثلاثي الحلقة بما فيها الماس أو الكلوميبرامين، إلا أن ذلك لم يكن واردًا في الأذهان مع أي من مجموعة الماسا التي اشتهرت وجربت حتى كمساعد على تطبيق برامج الحمية المنحفة؛ ذلك أنه لما كان من المعروف أن زيادةَ السيروتونين المتاح في المشابك العصبية تعطي الإحساس بالشبع فقد جربت بعضُ عقاقير الاكتئاب من مجموعة الماسا SSRIs (مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية)، ولكنها لم تعط نتائجَ يُعْتَدُّ بها في أغلب الحالات رغم ما تسببه من تثبيطٍ للشهية في بداية استخدامها، لم يكن متوقعًا إذن أن تكون عقاقير الماسا نفسها مثلها مثل عقاقير علاج الاكتئاب كلها تسبب زيادة في الوزن تختلف من شخص لشخص بطبيعة الحال (Hirschfeld, 2003).

ومن بين العقاقير النفسية الأخرى التي تسببُ زيادةَ الوزن أيضًا مجموعة مثبتات المزاج Mood Stabilizers؛ سواءً القديمة منها كعقار الليثيوم (والذي يسبب زيادةً في الأنسجة اللحمية بعد استخدامه لفترة طويلة مثلما يحدثُ دائمًا)، أو الحديثة كمضادات التشنجات على اختلاف أنواعها كحمض الفالبوريك Valproic Acid، اللهم إلا بعض العقاقير الحديثة (Gordon& Price,1999)؛ مثل التوبيراميت Topiramate الذي يسببُ فقدًا لا زيادةً في الوزن
!

ولكن الآلية التي يحدثُ بها ذلك وكذلك آلية زيادة الوزن مع العقاقير الأخرى ما تزال غير مفهومةٍ بشكل كامل، كما أن من المهم التأكيدُ على أن زيادة الوزن هذه ليست أمرًا أكيد الحدوث ولا تحدثُ بنفس المعدل عند كل ما يستمرون على العقار النفسي، وكثيرًا ما لا نراها خاصةً مع العقاقير القديمة لعلاج الاكتئاب والذهان، لكن تنبيه المريض إلى إمكانية حدوث ذلك واجبة على الطبيب، والحقيقةُ أن على الطبيب النفساني ومريضه في كل الحالات الانتباه إلى ضرورة موازنة الفائدةِ المرجوة من الاستمرار على العقار مع الأضرار التي قد تنتجُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البدانة بسبب العقاقير الطبية النفسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطوخي :: منتديات الطوخي العلمية :: منتدى الطب والصيدلة والصحة-
انتقل الى: